كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


قوز‏:‏ القَوْزُ من الرَّمْلِ‏:‏ صغير مستدير تشبَّه به أَرداف النساء؛ وأَنشد‏:‏

ورِدْفُها كالقَوْزِ بَيْنَ القَوْزَيْن

قال الأَزهري‏:‏ وسماعي من العرب في القَوْزِ أَنه الكَثِيبُ المُشْرِفُ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ مُحَمَّدٌ في الدَّهْمِ بهذا القَوْزِ؛ القَوْزُ، بالفتح‏:‏ العالي من الرمل كأَنه جبل؛ ومنه حديث أُمِّ زَرْع‏:‏ زَوْجي لَحْمُ جَمَلٍ غثّ، على رأْس قَوْزٍ وَعْثٍ؛ أَرادتْ شدَّة الصعود فيه لأَن المشي في الرمل شاق فكيف الصعود فيه لا سيما وهو وَعْثٌ‏.‏

ابن سيده‏:‏ القَوْزُ نَقاً مستدير منعطف، والجمع أَقْوازٌ وأَقاوِزُ؛ قال ذو الرمة‏:‏

إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَقْوازَ مُشْرِفٍ، شِمالاً، وعن أَيمانهنّ الفَوارِسُ

وقال آخر‏:‏

ومُخَلَّدات باللُّجَيْنِ، كأَنما

أَعْجازُهُن أَقاوِزُ الكُثْبانِ

قال‏:‏ هكذا حكى أَهل اللغة أَقاوِز، وعندي أَنه أَقاوِيزُ، وأَن الشاعر

احتاج فحذف ضرورة‏.‏ مخلدات‏:‏ في أَيديهن أَسورة؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ ولدانٌ

مخلِّدُونَ، والكثير قِيزانٌ؛ قال‏:‏

لما رأَى الرَّمْلَ وقِيزانَ الغَضَا، والبَقَرَ المُلَمَّعاتِ بالشَّوَى، بَكَى، وقال‏:‏ هل تَرَوْنَ ما أَرَى‏؟‏

الجوهري‏:‏ القَوْزُ، بالفتح، الكثيب الصغير؛ عن أَبي عبيدة، والله أَعلم‏.‏

كرز‏:‏ الكُرْزُ‏:‏ ضَرْبٌ من الجُوالِقِ، وقيل‏:‏ هو الجُوالِقُ الصغير، وقيل‏:‏ هو الخُرْجُ، وقيل‏:‏ الخُرْجُ الكبير يحمل فيه الراعي زاده ومتاعه‏.‏ وفي المثل‏:‏ رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ؛ وأَصله أَن فرساً يقال له أَعوج

نُتِجَتْهُ أُمُّه وتَحَمَّلَ أَصحابه فحملوه في الكُرْزِ، فقيل لهم‏:‏ ما تصنعون

به‏؟‏ فقال أَحدهم‏:‏ رب شدّ في الكرز، يعني عَدْوَهُ، والجمع أَكرازٌ

وكِرَزَةٌ مثل جُحْرٍ وجِحَرَةٍ‏.‏ وسعيدُ كُرْزٍ‏:‏ لقبٌ‏.‏ قال سيبويه‏:‏ إِذا لقبت

مفرداً بمفرد أَضفته إِلى اللقب، وذلك قولك‏:‏ هذا سعيدُ كُرْزٍ، جعلت

كُرْزاً معرفة لأَنك أَردت المعرفة التي أَردتها إِذا قلت هذا سعيد، فلو

نكَّرت كرزاً صار سعيد نكرة لأَن المضاف إِنما يكون نكرة ومعرفة بالمضاف

إِليه، فيصير كرز ههنا كأَنه كان معرفة قبل ذلك ثم أُضيف إِليه‏.‏

والكَرَّازُ‏:‏ الكَبْشُ الذي يضع عليه الراعي كُرْزَهُ فيحمله ويكون

أَمام القوم، ولا يكون إِلا أَجَمَّ لأَن الأَقْرَنَ يشتغل بالنِّطاحِ؛ قال‏:‏يا ليتَ أَنِّي وسُبَيْعاً في الغَنَمْ، والخُرْجُ منها فوقَ كَرَّازٍ أَجَمّْ

وكارَزَ إِلى ثِقَةٍ من إِخوان ومالٍ وغِنًى‏:‏ مالَ‏.‏ أَبو زيد‏:‏ إِنه

ليُعاجِزُ إِلى ثِقَةٍ مُعاجَزَةً ويُكارِزُ إِلى ثقة مُكارَزَةً إِذا مال

إِليه؛ قال الشماخ‏:‏

فلما رَأَيْنَ المالَ قد حالَ دونَه

دُعافٌ، لَدَى جَنْبِ الشَّرِيعَةِ، كارِزُ

قيل‏:‏ كارز بمعنى المستخفي‏.‏ يقال‏:‏ كَرَزَ يَكْرُزُ كُرُوزاً، فهو كارِزٌ

إِذا استخفى في خَمَرٍ أَو غارٍ، والمُكارَزَةُ منه‏.‏ ويقال‏:‏ كارَزْتُ عن

فلان إِذا فَرَرْتَ منه وعاجَزْتَهُ‏.‏ وكارَزَ في المكان‏:‏ اخْتَبَأَ فيه‏.‏

وكارَزَ إِليه‏:‏ بادر‏.‏ وكارَزَ القومُ إِذا تركوا شيئاً وأَخذوا غيره‏.‏

والكَرِيصُ والكَرِيزُ‏:‏ الأَقِطُ‏.‏ والكُرِّزُ والكُرَّزِيُّ‏:‏ العَيِيُّ

اللئيم، وهو دخيل في العربية، تسميه الفُرْسُ كُرَّزِيًّا؛ وأَنشد

لرؤبة‏:‏أَو كُرَّز يَمْشِي بَطِينَ الكُرْزِ

والكُرَّزُ‏:‏ المُدَرَّبُ المُجَرَّبُ، وهو فارسي‏.‏ والكُرَّزُ‏:‏ اللئيم‏.‏

والكُرَّزُ‏:‏ النجيب‏.‏ والكُرَّزُ‏:‏ الرجل الحاذق، كلاهما دخيل في العربية‏.‏

والكُرَّزُ‏:‏ البازي يُشَدُّ ليَسْقُطَ ريشه؛ قال‏:‏

لما رَأَتْنِي راضِياً بالإِهْمادْ، كالكُرَّزِ المربوط بينَ الأَوْتادْ

قال الأَزهري‏:‏ شبهه بالرجل الحاذق وهو بالفارسية كُرُو فَعُرِّبَ‏.‏

وكُرِّزَ البازي إِذا سقط ريشه‏.‏ أَبو حاتم‏:‏ الكُرَّزُ البازي في سَنَتِهِ

الثانية، وقيل‏:‏ الكُرَّزُ من الطير الذي قد أَتى عليه حول، وقد كُرِّزَ؛ قال

رؤبة‏:‏

رأَيْتُه كما رأَيْتُ النَّسْرا، كُرِّزَ يُلْقِي قادِماتٍ زُعْرا

وكَرَّزَ الرجلُ صَقْرَه إِذا خاط عينيه وأَطعمه حتى يذل‏.‏ ابن الأَنباري‏:‏ هو كُرَّزٌ أَي داهٍ خبيثٌ محتال، شبه بالبازي في خبثه واحتياله وذلك

أَن العرب تسمي البازي كُرَّزاً، قال‏:‏ والطائر يُكَرَّزُ، وهو دخيل ليس

بعربي‏.‏

والكُرَازُ‏:‏ القارورة‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ لا أَدري أَعربي أم عجمي غير أَنهم

قد تكلموا بها، والجمع كِرْزانٌ‏.‏

وكُرْزٌ وكَرِزٌ وكَارِزٌ ومُكْرَزٌ وكُرَيْز وكَرِيزٌ وكُرازٌ‏:‏ أَسماء‏.‏

وكَرازٌ‏:‏ فرس حُصَين بن علقمة‏.‏

كربز‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ القَثْوُ أَكْلُ القَثَدِ والكِرْبِزِ، قال فأَما

القَثَدُ فهو الخيار وأَما الكِرْبِزُ فالقِثَّاءُ الكبار‏.‏

كزز‏:‏ الكَزُّ‏:‏ الذي لا ينبسط‏.‏ ووجْه كَزٌّ‏:‏ قبيح، كَزَّ يَكُزُّ

كَزازَةً‏.‏ وجَمَلٌ كَزٌّ‏:‏ صُلب شديد‏.‏ ذَهَبٌ كَزٌّ‏:‏ صلب جدّاً‏.‏ ورجل كَزٌّ‏:‏ قليل

المُؤاتاةِ والخَيْرِ بَيِّنُ الكَزَزِ؛ قال الشاعر‏:‏

أَنتَ للأَبْعَدِ هَيْنٌ لَيِّنٌ، وعلى الأَقْرَبِ كَزٌّ جافي ورجل كَزٌّ وقوم كُزٌّ، بالضم‏.‏ والكَزازُ‏:‏ البُخْلُ‏.‏ ورجل كَزُّ اليدين

أَي بخيل مثل جَعْد اليدين‏.‏ والكَزازَةُ والكَزازُ‏:‏ اليُبْسُ

والانْقباضُ‏.‏ وخَشَبة كَزَّة‏:‏ يابسة مُعْوَجَّة‏.‏ وقناة كَزَّة‏:‏ كذلك، وفيها كَزَزٌ‏.‏

وكَزَّ الشيءَ‏:‏ جعله ضيقاً‏.‏ ويقال للشيء إِذا جعلته ضيقاً‏:‏ كَزَزْته، فهو مَكْزُوزٌ؛ قال الشاعر‏:‏

يا رُبَّ بَيْضاءَ تَكُزُّ الدُّمْلُجا، تَزَوَّجَتْ شَيْخاً طَويلاً عَفْشَجا

وقوس كَزَّة‏:‏ لا يتباعد سَهْمُها من ضيقها؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

لا كَزَّةُ السَّهْم ولا قَلُوعُ

وقال أَبو حنيفة‏:‏ قال أَبو زياد الكَزَّةُ أَصغر القياس، ابن شميل‏:‏ من القسيّ الكَزَّةُ، وهي الغليظة الأَزَّةِ الضَّيِّقة الفَرْج، والوَطيئةُ

أَكَزُّ القِسِيِّ‏.‏ الجوهري‏:‏ قَوْسٌ كَزَّة إِذا كان في عُودِها يُبْسٌ

عن الانعطاف، وبَكَرَةٌ كَزَّة أَي ضيقة شديدة الصَّرِيرِ‏.‏

والكُزازُ‏:‏ داء يأْخُذُ من شِدَّةِ البَرْدِ وتَعْتَرِي منه رِعْدَةٌ، وهو مَكْزُوزٌ‏.‏ وقد كُزَّ الرجلُ، على صيغة ما لم يسمَّ فاعله‏:‏ زُكِمَ‏.‏

وأَكَزَّه الله، فهو مَكْزُوزٌ‏:‏ مثل أَحَمَّه، فهو محموم، وهو تَشَنُّج

يصيب الإِنسان من البرد الشديد أَو من خروج دمٍ كثير‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

الكُزَّازُ الرِّعْدَةُ من البَرْدِ، والعامة تقول الكُزَاز، وقد كَزَّ‏:‏

انْقَبَضَ من البرد‏.‏ وفي البحديث‏:‏ أَن رجلاً اغتسل فَكُزَّ فمات؛ الكُزازُ‏:‏ داء

يتولد من شدة البرد، وقيل‏:‏ هو نفس البرد‏.‏

واكْلأَزَّ اكْلِئْزازاً‏:‏ انقبض، واللام زائدة‏.‏

كعمز‏:‏ تَكَعْمَزَ الفِراشُ‏:‏ انتقضت خُيوطه واجتمع صوفه؛ عن الهَجَرِيِّ‏.‏

كلز‏:‏ كَلَزَ الشيءَ يَكْلِزُه كَلْزاً وكَلَّزَهُ‏:‏ جمعه‏.‏ واكْلأَزَّ

الرجلُ‏:‏ تَقَبَّض ولم يطمئن‏.‏ والمُكْلَئِزُّ‏:‏ المنقبض‏.‏ الليث‏:‏ يقال

اكْلأَزَّ، وهو انقباض في جَفاء ليس بمطمئن، كالراكب إِذا لم يتمكن عَدْلاً عن

ظهر الدابة؛ وأَنشد غيره‏:‏

أَقولُ والناقةُ بي تَقَحَّمُ، وأَنا منها مُكْلَئِزٌّ مُعْصِمُ

وأميت ثلاثيُّ فعله؛ وأَنشد شمر‏:‏

رُب فتاةٍ من بني العِنازِ، حَيَّاكَةٍ ذاتِ حِرٍ كِنازِ

ذِي عَضُدَيْن مُكْلَئِزٍّ نازِي، كالنَّبتِ الأَحْمَر بالبَرازِ

واكْلأَزَّ إِذا انقبض وتَجَمَّعَ؛ وفي شعر حُميد بن ثور‏:‏

فَحَمّل الهَمَّ كِلازاً جَلْعَدا

الكلاز‏:‏ المجتمع الخَلْقِ الشديدُ، ويروى‏:‏ كِنازاً، بالنون؛ وقيل‏:‏

اكْلأَزَّ اكْلِئْزازاً انقبض، واللام زائدة‏.‏ واكْلأَزَّ البازي‏:‏ هَمَّ بأَخذ

الصيد وتَقَبَّض له‏.‏ وكَلاَّزٌ‏:‏ اسم‏.‏

عكمز‏:‏ العُكْمُوزُ‏:‏ التَّارَّة الحادِرةُ الطويلةُ الضَّخْمَةُ؛ قال‏:‏

إِنِّي لأَقْلِي الجِلْبِحَ العَجُوزا، وآمِقُ الفَتِيَّةَ العُكْمُوزا

الأَزهري‏:‏ عُكْمُوزَةٌ حادِرةٌ تارَّةٌ وعُكْمُزٌ أَيضاً، قال‏:‏ ويقال

للأَيْرِ إِذا كان مُكْتَنِزاً‏:‏ إِنه لَعُكْمُزٌ؛ وأَنشد‏:‏

وفَتَحَتْ للعَوْدِ بئْراً هُزْهُزا، فالتَقَمَتْ جُرْدانَه والعُكْمُزا

كنز‏:‏ الكَنْزُ‏:‏ اسم للمال إِذا أُحرز في وعاء ولما يحرز فيه، وقيل‏:‏

الكَنْزُ المال المدفون، وجمعه كُنُوزٌ، كَنَزَهُ يَكْنِزُه كَنْزاً

واكْتَنَزَهُ‏.‏ ويقال‏:‏ كَنَزْتُ البُرَّ في الجِرابِ فاكْتَنَزَ‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ‏:‏ الأَحمرَ والأَبيضَ؛ قال شمر‏:‏ قال العلاء بن عمرو

الباهِلِيُّ الكَنْزُ الفِضَّة في قوله‏:‏

كأَنَّ الهِبْرِقِيَّ غَدا عليها

بماءِ الكَنْزِ أَلْبَسَه قَراها

قال‏:‏ وتسمي العربُ كلَّ كثير مجموع يتنافس فيه كنزاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَلا

أُعَلِّمُكَ كَنْزاً من كُنوز الجنة‏:‏ لا حول ولا قوَّة إِلا بالله، وفي رواية‏:‏ لا حول ولا قوَّة إِلا بالله كَنْزٌ من كُنُوز الجنة أَي أَجرها

مُدَّخَر لقائلها والمتصف بها كما يدخر الكنز، وفي التنزيل العزيز‏:‏ والذين

يَكْنِزون الذهبَ والفضةَ‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه؛ قال‏:‏ قال

رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ يذهب كِسْرَى فلا كسرى بعده، ويذهب قيصر

فلا قَيْصَرَ بعده، والذي نفسي بيده لتُنْفَقَنَّ كنوزُهما في سبيل الله الليث‏:‏ يقال كَنَزَ الإِنسانُ مالاً يَكْنِزُه‏.‏ وكَنَزْتُ السِّقاءَ

إِذا ملأْته‏.‏ ابن عباس في قوله تعالى في الكهف‏:‏ وكان تحتَه كَنْزٌ لهما؛ قال‏:‏ ما كان ذهباً ولا فضة ولكن كان عِلْماً وصُحُفاً‏.‏ وروي عن علي، كرم الله تعالى وجهه، أَنه قال‏:‏ أَربعة آلاف وما دونها نفقةٌ وما فوقها كَنْزٌ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ كل مالٍ لا تُؤَدَّى زكاتُه فهو كَنْزٌ؛ الكَنْزُ في الأَصل

المال المدفون تحت الأَرض فإِذا أُخرج منه الواجب عليه لم يبق كَنْزاً

وإِن كان مكنوزاً، وهو حكم شرعي تجوّز فيه عن الأَصل‏.‏ وفي حديث أَبي ذر، رضي الله عنه‏:‏ بَشِّرِ الكَنَّازِينَ بِرَضْفٍ من جهنم؛ هم جمع كَنَّازٍ

وهو المبالغ في كنز الذهب والفضة وادّخارهما وترك إِنفاقهما في أَبواب

البرِّ‏.‏

واكْتَنَزَ الشيءُ‏:‏ اجتمع وامتلأَ‏.‏ وكَنَزَ الشيءَ في الرِعاء والأَرض

يَكْنِزُه كَنْزاً‏:‏ غَمَزه بيده‏.‏ وشَدَّ كَنْزَ القِرْبَةِ‏:‏ ملأَها‏.‏

ويقال للجارية الكثيرة اللحم‏:‏ كِنازٌ، وكذلك الناقة؛ وقال‏:‏

حَيَّاكَةٍ ذاتِ هَنٍ كِنازِ

وناقة كِنازٌ، بالكسر، أَي مُكْتَنِزَةُ اللحمِ‏.‏ والكِنازُ‏:‏ الناقة

الصُّلْبة اللحم، والجمع كُنُوز وكِنازٌ، كالواحد باعتقاد اختلاف الحركتين

والأَلفين، وجعله بعضهم من باب جُنب،وهذا خطأٌ لقولهم في التثنية كِنازانِ، وقد تَكَنَّزَ لحمه واكْتَنَزَ، ورجل كَنِزُ اللحم ومُكْتَنِزُ اللحم

وكَنيزُ اللحم ومَكْنُوزُه؛ أَنشد سيبويه‏:‏

وساقِيَيْنِ مِثْلِ زَيْدٍ وجُعَلْ، صَقْبَانِ مَمْشُوقان مَكْنُوزا العَضَلْ

وفي شعر حُمَيد ين ثور‏:‏

فَحَمّل الهَمَّ كِنازاً جَلْعَدَا

الكِنازُ‏:‏ المُجْتَمِعُ اللحم القَوِيُّه، وكلُّ مُكْتَنِزٍ مجتمعٌ، ويروى كِلازاً، باللام، وقد تقدم‏.‏ وفي صفته، صلى الله عليه وسلم‏:‏ بَعَثْتُك

تَمْحُو المَعازِفَ والكَنازاتِ، هي بالفتح‏.‏ والكِنازُ والكَنازُ‏:‏ رَفاعُ

التمر، وقد كَنَزُوا التمر يَكْنِزُونَهُ كَنْزاً وكِنازاً، فهو كَنِيز

ومكنوز، والكَنيزُ‏:‏ التمر يُكْتَنَزُ للشتاء في قَواصِرَ وأَوعية، والفعل

الاكْتِنازُ، قال‏:‏ والبَحْرانِيُّونَ يقولون جاءَ زمن الكِنازِ، إِذا

كَنَزُوا التمر في الجِلالِ، وهو أَن يُلْقَى جِرابٌ أَسْفَلَ الجُلَّةِ، ويُكْنَزَ بالرِّجْلَين حتى يدخل بعضه في بعض، ثم جرابٌ بعد جراب حتى

تمتلئَ الجُلَّةُ مَكْنُوزَةً ثم تُخاطُ بالشرُطِ‏.‏ الأُمَوِيُّ‏:‏ أَتيتهم عند

الكِنازِ والكَنازِ، يعني حين كَنَزُوا التمر‏.‏ ابن السكيت‏:‏ هو الكَنازُ، بالفتح لا غير؛ قال‏:‏ ولم يسمع إِلا بالفتح‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ هو مثل الجَدادِ

والجِداد والصَّرامِ والصِّرامِ، وربما استعمل الكَنازُ في البُرِّ؛ أَنشد سيبويه للمُتَنَخِّل الهُذَلي‏:‏

لا دَرَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ

قِرْفَ الحَتِيِّ، وعندي البُرُّ مَكْنُوزُ

وكَنَّاز‏:‏ اسم رجل‏.‏

كوز‏:‏ كازَ الشيءَ كَوْزاً‏:‏ جمعه، وكُزْتُه أَكُوزُه كَوْزاً‏:‏ جمعته‏.‏

والكُوزُ‏:‏ من الأَواني، معروف، وهو مشتق من ذلك، والجمع أَكْوازٌ

وكِيزانٌ وكِوَزَةٌ؛ حكاها سيبويه مثل عُودٍ وعِيدانٍ وأَعْوادٍ وعِوَدَةٍ، وقال أَبو حنيفة‏:‏ الكُوزُ فارسي؛ قال ابن سيده‏:‏ وهذا قول لا يُعَرَّج عليه، بل الكُوزُ عربي صحيح‏.‏

ويقال‏:‏ كازَ يَكُوزُ واكْتازَ يَكْتازُ إِذا شرب بالكُوزِ‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ كابَي َكُوبُ إِذا شرب بالكُوب، وهو الكُوزُ بلا عُرْوَة، فإِذا

كان بعروة فهو كُوز، يقال‏:‏ رأَيته يَكُوزُ ويَكْتازُ ويَكُوبُ ويَكْتاب‏.‏

واكتازَ الماءَ‏:‏ اغْتَرَفَهُ، وهو افْتَعَلَ من الكُوزِ‏.‏ وفي حديث الحسن‏:‏

كان مَلِكٌ من ملوك هذه القرية يرى الغلامَ من غلمانه يأْتي الحُبَّ

يَكْتازُ منه ثم يُجَرْجِر قائماً فيقول‏:‏ يا ليتني مِثْلُك، يا لها نِعْمة، تأْكل لَذَّةً وتُخْرجُ سَرْحاً يَكْتازُ أَي يَغْتَرِفُ بالكُوز، وكان

بهذا الملك أُسْرٌ، وهو احتباس بوله، فتمنى حال غلامه‏.‏

وبنو كُوزٍ‏:‏ بَطْنٌ من بني أَسَدٍ‏.‏ التهذيب‏:‏ وبنو الكُوز بطن من العرب، وفي بني ضَبَّة كُوز بن كعب‏.‏ كُوَيْز ومَكْوَزَة‏:‏ اسمان، شذَّ مَكْوَزَةُ

عن حدّ ما تحتمله الأَسماءُ الأَعلام من الشذوذ نحو قولهم مَحْبَبٌ

ورجاء بن حَيْوَةَ، وسمَّت العرب مَكْوَزَة ومِكْوازاً؛ وقول الشاعر‏:‏

وضَعْنَ على المِيزانِ كُوزاً وهاجِراً، فمالتْ بنو كُوزٍ بأَبناءِ هاجِرِ

ولو مَلأَتْ أَعْفاجَها من رثِيئَةٍ

بنو هاجِرٍ، مالتْ بهَضْبِ الأَكادِرِ

ولكِنَّما اغْتَرُّوا، وقد كان عندَهم

قَطِيبانِ شَتَّى من حَلِيبٍ وحازِرِ

كوز‏:‏ اسم رجل من ضبة؛ وقال ابن بري‏:‏ الشعر لشَعْمَلَة بن الأَخْضر؛ كوز

وهاجر قبيلتان من ضبة ابن أُدٍّ، فيقول‏:‏ وزنَّا إِحداهما بالأُخرى فمالت

كوز بهاجر أَي كانت أَثقل منها؛ يصف كوزاً برَجاحَةِ العقول وأَبناءَ

هاجر بخفتها‏.‏ والأَعْفاج‏:‏ جمع عَفْجٍ لما يجري فيه الطعام، وهي من الإِنسان

كالمصارين من البهائم‏.‏ يقول‏:‏ لو ملأَت بنو هاجر أَعفاجها من رثيئة لمالت

بهضب الأَكادر‏.‏ والهضب‏:‏ جمع هضبة وهي جبل ينفرش على الأَرض، والأَكادر‏:‏

جبال معروفة، والرثيئة‏:‏ اللبن الحامض يحلب عليه الحليب؛ يريد بذلك عظم

بطونهم وكثرة أَكلهم وعظم خلقهم، يَهْزَأُ بهم على أَن بني هاجر اغتروا ولو

أَنهم تأَهبوا لموازنتهم حتى يشربوا الرثيئة فتمتلئَ بطونهم لوازنوا

الهِضابَ ورَجَحوا بها وكانوا أَثقل منهم، وهذا كله هزء بهم، والقطيبان‏:‏

الخليطان من حليب وحازر، والحازر‏:‏ الحامض، والله تعالى أَعلم‏.‏

لبز‏:‏ اللَّبْزُ‏:‏ الأَكل الجيِّد، لَبَزَ يَلْبِزُ لَبْزاً‏:‏ أَكل، وقيل‏:‏

أَجاد الأَكل‏.‏ وقال ابن السكيت‏:‏ اللَّبْزُ اللَّقْمُ، وقد لَبَزَه

يَلْبِزُه‏.‏ ويقال‏:‏ لَبَزَ في الطعام إِذا جعل يضرب فيه‏.‏ وكلُّ ضرب شيد‏:‏ لَبَزٌ‏.‏

واللَّبْزُ‏:‏ ضَرْبُ الناقة بجُمْعِ خُفها؛ قال رؤبة‏:‏

خَبْطاً بأَخْفافٍ ثِقالٍ لُبْزِ

واللَّبْزُ‏:‏ الوطء بالقدم‏.‏ ولَبَزَ البعيرُ الأَرض بخفه يَلْبِزُ

لَبْزاً‏:‏ ضربها به ضرباً لطيفاً في تحامل‏.‏ ولَبَزَ ظهره لَبْزاً‏:‏ ضربه بيده، ولَبَزَه‏:‏ كَسَرَه‏.‏

واللَّبْزُ، بكسر اللام‏:‏ ضَمْدُ الجُرْحِ بالدواء؛ رواه أَبو عمرو في باب حروف على مثال فِعْلٍ؛ قال‏:‏ واللَّبْزُ الأَكلُ الشديد؛ قال‏:‏

تأْكلُ في مَقْعَدِها قَفِيزا، تَلْقَمُ أَمثالَ القَطا مَلْبُوزا

لتز‏:‏ اللَّتْزُ‏:‏ الدَّفْعُ، لَتَزَه يَلْتِزُه ويَلْتُزُه لَتْزاً‏:‏

دَفَعه، وهو كاللَّكْزِ والوَكْزِ‏.‏

لجز‏:‏ اللَّجِزُ‏:‏ مقلوب اللَّزجِ؛ قال ابن مقبل‏:‏

يَعْلُون بالمَرْدَقُوشِ الوَرْد ضاحِيَةً، على سَعابِيبِ ماءِ الضَّالَةِ اللَّجِزِ

هكذا أَنشده الجوهري؛ قال ابن بري‏:‏ وصوابه ماء الضَّالَةِ اللَّجِنِ، وقبله‏:‏

من نِسْوَةٍ شُمُسٍ لا مَكْرَهٍ عُنُفٍ، ولا فَواحِشَ في سِرٍّ ولا عَلَنِ

المَرْدَقُوش‏:‏ المَرْزَجُوشُ‏.‏ وضاحية‏:‏ بارزة للشمس‏.‏ والسعابيب‏:‏ ما جرى

من الماء لَزِجاً‏.‏ واللَّجِنُ‏:‏ اللَّزِجُ‏.‏ وشُمُسٌ‏:‏ لا يَلِنَّ للخَنا، الواحدة شَمُوسٌ‏.‏ ومَكْرَه‏:‏ كَرِيهاتُ المَنْظَرِ‏.‏ وعُنُفٌ‏:‏ ليس فيهنَّ

خُرْقٌ ولا يُفْحِشْنَ في القول في سِرٍّ ولا عَلَنٍ‏.‏

لحز‏:‏ اللَّحِزُ‏:‏ الضَّيِّقُ الشَّحيح النفْس الذي لا يكاد يعطي شيئاً، فإِن أَعطى فقليل، وقد لَحِزَ

لَحزاً وتَلَحَّزَ؛ وأَنشد‏:‏

تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ، إِذا أُمِرَّتْ

عليه، لماله فيها مهِينا

وطريق لَحِزٌ‏:‏ ضَيِّق بخيل؛ عن اللحياني‏.‏ واللَّحِزُ‏:‏ البخيل الضَّيق

الخُلُق‏.‏ والمَلاحِزُ‏:‏ المَضايِقُ‏.‏

وتَلاحَزَ القومُ‏:‏ تعارضوا الكلامَ بينهم‏.‏ ويقال‏:‏ رجل لِحْزٌ، بكسر

اللام وإِسكان الحاء، ولَحِزٌ، بفتح اللام وكسر الحاء، أَي بخيل‏.‏ وتَلاحَزَ

القومُ في القول إِذا تعارضوا‏.‏ وشجر مُتَلاحِزٌ أَي متضايق، دخل بعضه في بعض‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ رجل لَحِزٌ ولِحْزٌ؛ ويروى بيت رؤبة‏:‏

يُعْطِيك منه الجُود قبل اللَّحْزِ

أَي قبل أَن يستغلق ويشتد؛ وفي هذه القصيدة‏:‏

إِذا أَقَلَّ الخَيْرَ كلُّ لِحْزِ

أَي كل لِحْزٍ شحيح‏.‏ والتَّلَحُّزُ‏:‏ تَحَلُّبُ فيك من أَكل رُمَّانة أَو

إِجَّاصَةٍ شَهْوَةً لذلك‏.‏

لزز‏:‏ لَزَّ الشيءَ بالشيء يَلُزُّه لَزًّا وأَلَزَّه‏:‏ أَلزمه إِياه‏.‏

واللَّزَزُ‏:‏ الشِّدَّةُ‏.‏ ولَزَّه يَلُزُّه لَزًّا ولَزازاً أَي شَدَّه

وأَلصقه‏.‏ الليث‏:‏ اللَّزُّ لزوم الشيء بالشيء بمنزلة لِزازِ البيت، وهي الخشبة

التي يُلَزُّ بها البابُ‏.‏ واللَّزَزُ‏:‏ المَتْرَسُ‏.‏ ولِزازُ الباب‏:‏

نِطاقُه الذي يُشَدّ به‏.‏ وكل شيء دُونِيَ بين أَجزائه أَو قُرِنَ، فقد لُزَّ‏.‏

واللَّزُّ‏:‏ الزُّرْفِين الذي‏.‏‏.‏‏.‏ طبقا المَحْبَرَة

الأَعلى والاسفل‏.‏ ولَزُّ الحُقَّةِ‏:‏ زُرْفينُها؛ قال ابن مقبل‏:‏

لم يَعْدُ أَنْ فَتَقَ النَّهِيقُ لهَاتَه، ورأَيتُ قارِحَه كَلَزِّ المِجْمَرِ

يعني كَزُرْفِينِ المِجْمَرِ إِذا فتحته، ولازَّه مُلازَّةً ولِزازاً‏:‏

قارنه‏.‏ وإِنه للِزَازُ خصومة ومِلَزٌّ أَي لازم لها موكل بها يقدر عليها، والأُنثى مِلَزٌّ، بغير هاء، وأَصل اللِّزازِ الذي يُتْرَسُ به البابُ‏.‏

ورجل مِلَزٌّ‏:‏ شديد اللُّزوم؛ قال رؤبة‏:‏

ولا امْرِئٍ ذي جَلَدٍ مِلَزّ

هكذا أَنشده الجوهري قال‏:‏ وإِنما خفض على الجوار‏.‏ ويقال‏:‏ فلان لِزاز

خَصِمٌ، وجعلتُ فلاناً لِزازاً لفلان أَي لا يَدَعُهُ يخالف ولا يُعاندُ، وكذلك جعلته ضَيْزَناً له أَي بُنْداراً عليه ضاغِطاً عليه‏.‏ ويقال للبعيرين

إِذا قُرِنا في قَرَنٍ واحد قد لُزَّا، وكذلك وظيفا البعير يُلَزَّانِ

في القَيْد إِذا ضُيِّقَ؛ قال جرير‏:‏

وابنُ اللَّبُونِ، إِذا ما لُزَّ في قَرَنٍ، لن يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيسِ

والمُلَزَّزُ الخَلْقِ‏:‏ المجتَمِعُه‏.‏ ورجل مُلَزَّزُ الخَلْق أَي شديد

الخلق منضم بعضه إِلى بعض شديد الأَسْرِ، وقد لَزَّزَه اللهُ ولازَزْتُه‏:‏

لاصقته‏.‏ ورجل مِلَزٌّ‏:‏ شديد الخصومة لَزُومٌ لما طالب؛ قال رؤبة‏:‏

ولا امرؤ ذو جَلَدٍ مِلَزُّ

وكَزٌّ لَزٌّ‏:‏ إِتباعٌ له، قال أَبو زيد‏:‏ إِنه لَكَزٌّ لَزٌّ إِذا كان

ممسكاً‏.‏

واللَّزِيزَةُ‏:‏ مجتمع اللحم من البعير فوق الزَّوْرِ مما يلي المِلاطَ؛ وأَنشد‏:‏

ذي مِرْفَقٍ ناءٍ عن اللَّزائِز

واللَّزائِزُ‏:‏ الجَناجِنُ؛ قال إِهابُ بن عُمير‏:‏

إِذا أَردتَ السَّيْرَ في المَفاوِزِ، فاعْمِدْ لها ببازِلٍ تُرامِزِ، ذي مِرْفَقٍ بانَ عن اللَّزائِزِ

التُّرامز‏:‏ الجمل القوي، يقال‏:‏ جمل تُرامِزٌ؛ قال أَبو بكر بن السَّرَّاج‏:‏ التاء فيه زائدة ووزنه تُفاعلٌ، وأَنكره عثمان بن جني وقال‏:‏ التاء

أَصلية ووزنه فُعالِلٌ مثل عُذافِرٍ لقلة تفاعل، وكونِ التاء لا يُقْدَمُ

على زيادتها إِلا بدليل‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ عَجُوز لَزُوزٌ وكَيِّسٌ لَيِّسٌ‏.‏ ويقال‏:‏ لِزُّ شَرٍّ

ولَزُّ شَرٍّ ولِزازُ شَرٍّ ونِزُّ شَرٍّ ونِزازُ شَرٍّ ونَزِيزُ شَرٍّ‏.‏

ولَزَّه لَزّاً‏:‏ طعنه‏.‏

ولِزازٌ‏:‏ اسم رجل‏.‏ ولِزازٌ‏:‏ اسم فرس سيدنا رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، سمي به لشدة تَلَزُّزه واجتماع خَلْقِه‏.‏

ولَزَّ به الشيءُ أَي لَصِقَ به كأَنه يلتزق بالمطلوب لسرعته‏.‏

لعز‏:‏ لَعَزَتِ الناقةُ فَصيلها‏:‏ لطَعَتْهُ بلسانها؛ واللَّعْزُ‏:‏ كناية

عن النكاح؛ ولَعَزَها يَلْعَزُها لَعْزاً‏:‏ نكحها، سُوقِيَّة غير عربية، وقال الليث‏:‏ هو من كلام أَهل العراق‏.‏

لغز‏:‏ أَلْغَزَ الكلامَ وأَلْغَزَ فيه‏:‏ عَمَّى مُرادَه وأَضْمَرَه على

خلاف ما أَظهره‏.‏ واللُّغَّيْزَى، بتشديد الغين، مثل اللَّغَز والياء ليست

للتصغير لأَن ياء التصغير لا تكون رابعة، وإِنما هي بمنزلة خُضَّارَى

للزرع، وشُقَّارَى نبت‏.‏

واللُّغْزُ واللُّغَزُ واللَّغَزُ‏:‏ ما أُلْغِزَ من كلام فَشُبِّه معناه، مثل قول الشاعر أَنشده الفراءُ‏:‏

ولما رأَيتُ النَّسْرَ عَزَّ ابْنَ دَأْيَةٍ، وعَشَّشَ في وَكْرَيْهِ، جاشَتْ له نَفْسي

أَراد بالنسر الشيب شبهه به لبياضه، وشبه الشباب بابن دَأْيَةَ، وهو الغراب الأَسود، لأَن شعر الشباب أَسود‏.‏ واللُّغَزَ‏:‏ الكلام المُلَبَّس‏.‏ وقد

أَلْغَزَ في كلامه يُلْغِزُ إِلغازاً إِذا ورَّى فيه وعَرَّضَ ليَخْفَى، والجمع أَلغاز مثل رُطَب وأَرطاب‏.‏ واللُّغْزُ واللَّغْزُ واللُّغَزُ

واللُّغَيْزَى والإِلْغازُ، كله‏:‏ حفرة يحفرها اليَرْبُوع في حُجْرِه تحت

الأَرض، وقيل‏:‏ هو جُحْر الضَّبِّ والفأْرِ واليَرْبُوع بين القاصِعاءِ

والنَّافِقاءِ، سمي بذلك لأَن هذه الدواب تحفره مستقيماً إِلى أَسفل، ثم تعدل

عن يمينه وشماله عُروضاً تعترضها تُعَمِّيهِ ليخفَى مكانُه بذلك

الإِلغاز، والجمع أَلغازٌ، وهو الأَصل في اللَّغَزِ‏.‏ واللُّغَيْزَى

واللُّغَيْزاءُ والأُلْغوزَة‏:‏ كاللَّغَزِ‏.‏ يقال‏:‏ أَلْغَزَ اليَرْبُوع إلغازاً فيحفر في جانب منه طريقاً ويحفر في الجانب الآخر طريقاً، وكذلك في الجانب الثالث

والرابع، فإِذا طلبه البَدَوِيُّ بعصاه من جانب نَفَقَ من الجانب الآخر‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ اللُّغَزُ الحَفْرُ الملتوي‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏

أَنه مرَّ بعلقمة بن القَعْواء يبايع أَعرابيّاً يُلْغِزُ له في اليمين، ويَرَى الأَعرابيُّ أَنه قد حلف له، ويَرَى علقمةُ أَنه لم يحلف، فقال

له عمر‏:‏ ما هذه اليمين اللُّغَيْزاءُ اللغيزاء، ممدود‏:‏ من اللُّغَزِ، وهي

جِحَرَةُ اليربوع تكون ذات جهتين يدخل من جهة ويخرج من أُخرى فاستعير

لمعاريض الكلام ومَلاحته‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وقال الزمخشري اللُّغَّيْزى، مثقلة الغين، جاء بها سيبويه في كتابه مع الخُلَّيْطَى وهي في كتاب

الأَزهري مخففة؛ قال‏:‏ وحقها أَن تكون تحقير المثقلة كما يقال في سُكَيْتٍ إِنه

تحقير سِكِّيتٍ، والأَلْغازُ‏:‏ طُرُقٌ وتُشْكِلُ على سالكها‏.‏

وابن أَلْغَزَ‏:‏ رجلٌ‏.‏ وفي المثل‏:‏ فلان أَنْكَح من ابن أَلْغَزَ، وكان

رجلاً أُوتيَ حظّاً من الباه وبَسْطَةً في الغَشْيَة، فضربته العرب مثلاً

في هذا الباب، في باب التشبيه‏.‏

لقز‏:‏ لَقَزَه لَقْزاً‏:‏ كَلَكَزَه‏.‏

علكز‏:‏ العِلْكِزُ‏:‏ الشديدُ الضخمُ العظيمُ‏.‏

قلمز‏:‏ الأَزهري‏:‏ عجوز عِكْرِشَةٌ وعِجْرِمَةٌ وعَضَمَّزَة وقَلَمَّزَة‏:‏

وهي اللئيمة القصيرة‏.‏

علهز‏:‏ العِلْهِزُ‏:‏ وَبَرٌ يخلط بدماءِ الحَلَمِ كانت العرب في الجاهلية

تأْكله في الجَدْب، وفي حديث عِكْرِمَة‏:‏ كان طعام أَهل الجاهلية

العِلْهِزَ‏.‏ الأَزهري‏:‏ العِلْهِزُ الوَبَرُ مع دَمِ الحَلَمِ، وإِنما كان ذلك في الجاهلية يعالج بها الوَبَرُ مع دماء الحَلَم يأْكلونه؛ وأَنشد ابن شميل‏:‏

وإِنَّ قِرَى قَحْطانَ قِرْفٌ وعِلْهِزٌ، فأَقْبِحْ بهذا وَيْحَ نفسِكَ من فِعْلِ

وقال أَبو الهيثم‏:‏ العِلْهِزُ دم يابسٌ يُدَقُّ به أَوْبار الإِبل في المجاعات ويؤْكل؛ وأَنشد‏:‏

عن أَكْلِيَ العِلْهِزَ أَكْلَ الحَيْسِ

وفي الحديث في دعائه، عليه السلام، على مُضَرَ‏:‏ اللهم اجعلها عليهم

سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ، فابْتُلُوا بالجوع حتى أَكلوا العِلْهِزَ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هو شيءٌ يتخذونه في سني المجاعة يخلطون الدم بأَوبار الإِبل ثم يَشْوُونه بالنار ويأْكلونه، قال‏:‏ وقيل كانوا يخلطون فيه القِرْدانَ‏.‏

ويقال للقُراد الضخم‏:‏ عِلْهِزٌ، وقيل‏:‏ العِلْهِزُ شيءٌ ينبت ببلاد بني

سُلَيم له أَصل كأَصل البَرْدِيِّ؛ ومنه حديث الاستسقاء‏:‏

ولا شيءَ مما يأْكلُ الناسُ عندنا، سِوَى الحَنْظَلِ العاميّ والعِلْهِزِ الفَسْلِ

وليسَ لنا إِلاَّ إِليكَ فِرارُنا، وأَينَ فِرارُ الناسِ إِلا إِلى الرُّسْل‏؟‏

ابن الأَعرابي‏:‏ العِلْهِزُ الصوفُ يُنْفَشُ ويُشْرَبُ بالدماءِ ويُشْوَى

ويؤْكل، قال‏:‏ ونابٌ عِلْهِزٌ ودِرْدِحٌ، قال ابن شميل‏:‏ هي التي فيها

بقيةٌ وقد أَسَنَّتْ‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ المُعَلْهَزُ الحَسَنُ الغِذاءِ كالمُعَزْهَل‏.‏ الجوهري‏:‏

لحم مُعَلْهَزٌ إِذا لم يَنْضَجْ‏.‏

لوز‏:‏ اللَّوْزُ‏:‏ معروف من الثمار، عربي وهو في بلاد العرب كثير، اسم

للجنس، الواحدة لَوْزَة‏.‏ وأَرض مَلازَة‏:‏ فيها أَشجار من اللَّوْزِ، وقيل‏:‏

هو صِنْفٌ من المِزْجِ، والمِزْجُ‏:‏ ما لم يوصل إِلى أَكله إِلاَّ بكسر، وقيل‏:‏ هو ما دَقَّ من المِزْجِ‏.‏ قال أَبو عمرو‏:‏ القُمْرُوصُ اللَّوزُ

والجِلَّوْزُ البُنْدُقُ‏.‏

ورجل مُلَوَّز إِذا كان خفيف الصورة‏.‏ وفلان عَوِزٌ لَوِزٌ‏:‏ إِتباع له‏.‏

واللَّوْزِيْنَجُ‏:‏ من الحلواء شبه القطائف تُؤْدَمُ بدهن اللَّوْزِ، والله أَعلم

متز‏:‏ ابن دريد‏:‏ مَتَزَ فلانٌ بسَلْحِه إِذا رمى به، قال‏:‏ ومَتَسَ به مثله؛ قال الأَزهري‏:‏ ولم أَسمعها لغيره‏.‏

محز‏:‏ المَحْزُ‏:‏ النكاح‏.‏ مَحَزَ المرأَة مَحْزاً‏:‏ نكحها؛ وأَنشد لجرير‏:‏

مَحَزَ الفَرَزْدَقُ أُمَّه من شاعر

قال الأَزهري‏:‏ وقرأَت بخط شمر‏:‏

رُبَّ فتاة من بني العِنازِ

حَيَّاكَةٍ، ذاتِ هَنٍ كِنازِ

ذي عَقَدَيْنِ مُكْلَئِزٍّ نازي، تَأَشُّ للقُبْلَةِ والمِحازِ

أَراد بالمحاز‏:‏ النَّيْكَ والجماع‏.‏

والمَاحُوزُ‏:‏ ضرب من الرَّياحين ويقال له‏:‏ مَرْوُ ماحُوزِي‏.‏ وفي الحديث‏:‏

فلم نَزَلْ مُفْطِرين حتى بلغنا ماحُوزَنا؛ قيل‏:‏ هو موضعهم الذي

أَرادوه، وأَهل الشام يُسَمُّونَ المكان الذي بينهم وبين العدوّ وفيه أَساميهم

ومَكاتبُهم‏:‏ ماحُوزاً، وقيل‏:‏ هو من حُزْتُ الشيءَ أَحْرَزْتُه، وتكون

الميم زائدة‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ قال الأَزهري لو كان منه لقيل مَحازَنا

ومَحُوزَنا؛ قال‏:‏ وأَحسبه بلغة غير عربية‏.‏

قمرز‏:‏ رجل قُمَرِزٌ وقُمَّرِزٌ‏:‏ قصير؛ التشديد عن ثعلب؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

قُمَّرِز آذانُهم كالإِسْكابْ

الإِسْكاب والإِسْكابَةُ‏:‏ الفَلَكَةُ التي يرقع بها الزِّقُّ‏.‏ قال

اللحياني‏:‏ رجل قُمَّرِزٌ على بناء الهُمَّقِعِ، وهو جَنى التَّنْضُبِ‏.‏

مزز‏:‏ المِزُّ، بالكسر‏:‏ القَدْرُ‏.‏‏.‏ والمِزُّ‏:‏ الفضل، والمعنيان مقتربان‏.‏

وشيءٌ مِزٌّ ومَزِيزٌ وأَمَزُّ أَي فاضل‏.‏ وقد مَزَّ يَمَزُّ مَزازَةً

ومَزَّزَه‏:‏ رأَى له فضلاً أَو قَدْراً‏.‏ ومَزَّزَه بذلك الأَمر‏:‏ فضله؛ قال

المتنخل الهذلي‏:‏

لكان أُسْوَةَ حَجَّاجٍ وإِخْوَتِهِ

في جُهْدِنا، وله شَفٌّ وتَمْزِيز

كأَنه قال‏:‏ ولَفَضَّلْتُه على حجاج وإِخوته، وهم بنو المُتَنَخِّلِ‏.‏

ويقال‏:‏ هذا شيءٌ له مِزٌّ على هذا أَي فضل‏.‏ وهذا أَمَزُّ من هذا أَي أَفضل‏.‏

وهذا له عليَّ مِزٌّ أَي فضل‏.‏ وفي حديث النخعي‏:‏ إِذا كان المال ذا مِزٍّ

فَفَرِّقْه في الأَصناف الثمانية، وإِذا كان قليلاً فَأَعْطِه صنفاً

واحداً؛ أَي إِذا كان ذا فضل وكثرة‏.‏ وقد مَزَّ مَزَازَة، فهو مَزِيزٌ إِذا

كثر‏.‏ وما بقي في الإِناءِ إِلاَّ مَزَّةٌ أَي قليل‏.‏ والمَزُّ‏:‏ اسم الشيءِ

المَزِيز، والفعل مزَّ يَمَزُّ، وهو الذي يقع موقعاً في بلاغته وكثرته

وجَوْدَته‏.‏

الليث‏:‏ المُزُّ من الرُّمَّان ما كان طعمه بين حُموضةٍ وحلاوة، والمُزُّ

بين الحامض والحُلْو، وشراب مُزٌّ بين الحُلْو والحامض‏.‏

والمُزُّ والمُزَّةُ والمُزَّاءُ‏:‏ الخمر اللذيذة الطعم، سميت بذلك

للذعها اللسان، وقيل‏:‏ اللذيذة المَقْطَع؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ قال الفارسي‏:‏

المُزَّاءُ على تحويل التضعيف، والمُزَّاءُ اسم لها، ولو كان نعتاً لقيل

مَزَّاءُ، بالفتح‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ أَهل الشام يقولون هذه خمرة مُزَّةٌ، وقال

أَبو حنيفة‏:‏ المُزَّةُ والمُزَّاءُ الخمر التي تلذع اللسان وليست

بالحامضة؛ قال الأَخطل يعيب قوماً‏:‏

بِئْسَ الصُّحاةُ وبِئْسَ الشُّرْبُ شُرْبُهُمُ

إِذا جَرَتْ فيهمُ المُزَّاءُ والسَّكَرُ

وقال ابن عُرْسٍ في جُنَيْدِ بن عبد الرحمن المُزِّي‏:‏

لا تَحْسَبَنَّ الحَرْبَ نَوْمَ الضُّحَى، وشُرْبَك المُزَّاءَ بالبَارِدِ

فلما بلغه ذلك قال‏:‏ كذب عليَّ والله ما شربتها قَطُّ؛ المُزَّاءُ‏:‏ من أَسماء الخمر يكون فُعَّالاً من المَزِيَّةِ وهي الفضيلة، تكون من أَمْزَيْتُ فلاناً على فلان أَي فضلته‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ المُزَّاءُ ضرب من الشراب

يُسكر، بالضم؛ قال الجوهري‏:‏ وهي فُعَلاءُ، بفتح العين، فأَدغم لأَن فُعْلاءَ

ليس من أَبنيتهم‏.‏ ويقال‏:‏ هو فُعَّال من المهموز؛ قال‏:‏ وليس بالوجه لأن الاشتقاق ليس يدل على الهمز كما دل في القُرَّاء والسُّلاَّء؛ قال ابن بري

في قول الجوهري، وهو فُعَلاءُ فأَدغم، قال‏:‏ هذا سهو لأَنه لو كانت الهمزة

للتأْنيث لامتنع الاسم من الصرف عند الإِدغام كما امتنع قبل الإِدغام، وإِنما مُزَّاءٌ فُعْلاءٌ من المزِّ، وهو الفضل‏:‏ والهمز فيه للإِلحاق، فهو بمنزلة قُوباءٍ في كونه على وزن فُعْلاءٍ، قال‏:‏ ويجوز أَن يكون مُزَّاء

فُعَّالاً من المَزِيَّةِ، والمعنى فيهما واحد، لأَنه يقال‏:‏ هو أَمْزَى

منه وأَمَزُّ منه أَي أَفضل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَخشى أَن تكون المُزَّاءَ التي

نَهَيْتُ عنها عبدَ القَيْس، وهي فُعْلاءٌ من المَزازَة أَو فُعَّالٌ من المَزِّ الفَضْلِ‏.‏ وفي حديث أَنس، رضي الله عنه‏:‏ أَلا إِنَّ المُزَّاتِ

حرامٌ، يعني الخمور، وهي جمع مُزَّةٍ الخَمْر التي فيها حموضة، ويقال لها

المُزَّاءُ، بالمد أَيضاً، وقيل‏:‏ هي من خِلْطِ البُسْرِ والتَّمْرِ، وقال

بعضهم‏:‏ المُزَّةُ الخمرة التي فيها مَزَازَةٌ، وهو طعم بين الحلاوة

والحموضة؛ وأَنشد‏:‏

مُزَّة قَبْلَ مَزْجِها، فإِذا ما

مُزِجَتْ، لَذَّ طَعْمُها من يَذُوقُ

وحكى أَبو زيد عن الكلابيين‏:‏ شَرابكم مُزٌّ وقد مَزَّ شرابكم أَقبح

المَزازَة والمُزُوزَة، وذلك إِذا اشتدت حموضته‏.‏ وقال أَبو سعيد‏:‏ المَزَّة، بفتح الميم، الخمر، وأَنشد للأَعشى‏:‏

نازَعْتهم قُضُبَ الرَّيْحانِ مُتَّكِئاً، وقَهْوَةً مُزَّةً، راوُوقُها خَضِلُ

قال‏:‏ ولا يقال مِزَّةٌ، بالكسر؛ وقال حسان‏:‏

كأَنَّ فاها قَهْوَةٌ مَزَّةٌ، حَدِيثةُ العَهْدِ بِفَضِّ الخِتام

الجوهري‏:‏ المُزَّة الخمر التي فيها طعم حموضة ولا خير فيها‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ التَّمَزُّزُ شُرْبُ الشراب قليلاً قليلا، وهو أَقل من التَّمَزُّرِ، وقيل هو مثله‏.‏ وفي حديث أَبي العالية‏:‏ اشْرَبِ النبيذَ ولا

تُمَزِّزْ هكذا، روي مرة بزايين، ومرة بزاي وراء، وقد تقدم‏.‏

ومَزَّه يَمُزُّه مَزًّا أَي مَصَّه‏.‏ والمَزَّة‏:‏ المرة الواحدة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تُحَرِّمُ المَزّةُ ولا المَزَّتانِ، يعني في الرَّضاع‏.‏

والتَّمَزُّزُ‏:‏ أَكلُ المُزِّ وشُرْبُه‏.‏ والمَزَّةُ‏:‏ المَصَّةُ منه‏.‏ والمَزَّةُ‏:‏

مثل المصة من الرضاع‏.‏ وروي عن طاووس أَنه قال‏:‏ المَزَّة الواحدة

تُحَرِّمُ‏.‏ وفي حديث المغيرة‏:‏ فَتُرْضِعُها جارتُها المَزّةَ والمَزَّتَيْنِ أَي

المصَّة والمصتين‏.‏ وتَمَزَّزْتُ الشيءَ‏:‏ تمصصته‏.‏

والمَزْمَزَةُ والبَزْبَزَةُ‏:‏ التحريك الشديد‏.‏ وقد مَزْمَزَه إِذا حركه

وأَقبل به وأَدبر؛ وقال ابن مسعود، رضي الله عنه، في سكران أُتيَ به‏:‏

تَرْتِرُوه ومَزْمِزُوهُ أَي حركوه لِيُسْتَنْكَهَ، ومَزْمِزُوه هو أَن يحرَّك

تحريكاً عنيفاً لعله يُفِيقُ من سُكره ويَصْحُو‏.‏ ومَزْمَزَ إِذا

تَعْتَعَ إِنساناً‏.‏

مضز‏:‏ ناقة مَضُوزٌ‏:‏ مُسِنَّة كضَمُوزٍِ‏.‏

مطز‏:‏ المَطْزُ‏:‏ كناية عن النكاح كالمصدر، قال ابن دريد‏:‏ وليس بثبت‏.‏

معز‏:‏ الماعِزُ‏:‏ ذو الشَّعَر من الغنم خلاف الضأْن، وهو اسم جنس، وهي

العَنْزُ، والأُنثى ماعِزَةٌ ومِعْزاة، والجمع مَعْزٌ ومَعَزٌ ومَواعِزُ

ومَعِيزٌ، مثل الضَّئِين، ومِعازٌ؛ قال القطامي‏:‏

فَصَلَّيْنا بهم وسَعَى سِوانا

إِلى البَقَرِ المُسَيَّبِ والمِعازِ

وكذلك أُمْعُوزٌ ومِعْزَى؛ ومِعْزَى‏:‏ أَلفه مُلْحِقَةٌ له ببناء

هِجْرَعٍ وكل ذلك اسم للجمع، قال سيبويه‏:‏ سأَلت يونس عن مِعْزَى فيمن نوَّن، فدل

ذلك على أَن من العرب من لا ينوِّن؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ مِعْزَى تصرف

إِذا شبهت بِمِفْعَل وهي فِعْلَى، ولا تصرف إِذا حملت على فِعْلَى وهو الوجه عنده، قال‏:‏ وكذلك فِعْلَى لا يصرف؛ قال‏:‏

أَغارَ على مِعْزايَ، لم يَدْرِ أَنني

وصَفْراءَ منها عَبْلَةَ الصَّفَواتِ

أَراد لم يدر أَنني مع صفراء، وهذا من باب‏:‏ كلُّ رجلٍ وضَيْعَتُه، وأَنت

وشَأْنُكَ؛ كما قيل للمحمرة

منها عاتكة‏.‏ قال سيبويه‏:‏ معزًى منوّن مصروف لأن الأَلف للإِلحاق لا للتأْنيث، وهو ملحق بدرهم على فِعْلَلٍ لأَن الأَلف

المُلْحِقَةَ تجري مجرى ما هو من نفس الكلم، يدل على ذلك قولهم مُعَيْزٍ

وأُرَيْطٍ في تصغير مِعْزًى وأَرْطًى في قول من نوَّن فكسر، وأَما بعد ياء

التصغير كما قالوا دُرَيْهِم، ولو كانت للتأْنيث لم يقلبوا الأَلف ياء كما

لم يقلبوها في تصغير حُبْلَى وأُخرى‏.‏ وقال الفراء‏:‏ المَعْزَى مؤَنثة

وبعضهم ذكرها‏.‏ وحكى أَبو عبيد‏:‏ أَن الذِّفْرى أَكثر العرب لا ينوِّنها وبعضهم

ينون، قال‏:‏ والمعزى كلهم ينوِّنونها في النكرة‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الميم في مِعْزًى أَصلية، ومن صرف دُنْيَا شبهها بِفُعْلَلٍ، والأَصل أَن لا تصرف، والعرب تقول‏:‏ لا آتيك مِعْزَى الفِرْزِ أَي أَبداً؛ موضعُ مِعْزَى

الفِرْزِ نصب على الظرف، وأَقامه مقام الدهر، وهذا منهم اتساع‏.‏ قال اللحياني‏:‏

قال أَبو طيبة إِنما يُذْكَرُ مِعْزَى الفِرْزِ بالفُرْقَةِ، فيقال‏:‏ لا

يجتمع ذاك حتى تجتمع مِعْزَى الفِرْزِ، وقال‏:‏ الفِرْزُ رجل كان له بنونَ

يَرْعَوْنَ مِعْزاه فَتَواكَلُوا يوماً أَي أَبَوْا أَن يُسَرِّحوها، قال‏:‏

فساقها فأَخرجها ثم قال‏:‏ هي النُّهَيْبَى والنُّهَيْبَى أَي لا يحل

لأَحد أَن يأْخذ منها أَكثر من واحدة‏.‏ والماعِزُ‏:‏ جِلْدُ المَعَزِ؛ قال‏:‏

الشماخ‏:‏

وبُرْدانِ من خالٍ، وسَبْعُونَ دِرْهَماً

على ذاكَ مَقْرُوظٌ، من القَدِّ، ماعِزُ

قوله على ذاك أَي ذاك‏.‏ والمَعَّازُ‏:‏ صاحب مِعْزًى؛ قال أَبو محمد

الفقْعسي يصف إِبلاً بكثرة اللبن ويفصلها على الغنم في شدة الزمان‏:‏

يَكِلْنَ كَيْلاً ليس بالمَمْحُوقِ، إِذْ رَضِيَ المَعَّازُ باللَّعُوقِ

قال الأَصمعي‏:‏ قلت لأَبي عمرو بن العلاء‏:‏ مِعْزَى من المَعَزِفقال‏:‏ نعم، قلت‏:‏ وذِفْرَى من الذَّفَرِف فقال‏:‏ نعم‏.‏ وأَمْعَزَ القومُ‏:‏ كثر

مَعَزُهم‏.‏ الأُمْعُوزُ‏:‏ جماعة التُّيُوس من الظباء خاصة، وقيل‏:‏ الأُمْعُوزُ

الثلاثون من الظباء إِلى ما بلغت، وقيل‏:‏ هو القطيع منها، وقيل‏:‏ هو ما بين

الثلاثين إِلى الأَربعين، وقيل‏:‏ هي الجماعة من الأَوعال، وقال الأَزهري‏:‏

الأُمْعُوز جماعة الثَّياتِلِ من الأَوْعال، والماعِزُ من الظباء خلاف الضائن

لأَنهما نوعان‏.‏

والأَمْعَزُ والمَعْزاءُ‏:‏ الأَرض الحَزْنَةُ الغليظةُ ذات الحجارة، والجمع الأَماعِزُ والمُعْزُ، فمن قال أَماعِزُ فلأَنه قد غلب عليه الاسم، ومن قال مُعْزٌ فعلى توهم الصفة؛ قال طرفة‏:‏

جَمادٌ بها البَسْباسُ يُرْهِصُ مُعْزُها

بَناتِ المَخاضِ، والصَّلاقِمَةَ الحُمْرا

والمَعْزاءُ كالأَمْعَزِ، وجمعها مَعْزاواتٌ‏.‏ وقال أَبو عبيد في المصنف‏:‏

الأَمْعَزُ والمَعْزاءُ المكان الكثير الحَصَى الصُّلْبُ، حكى ذلك في باب الأَرض الغليظة، وقال في باب فَعْلاء‏:‏ المَعْزاء الحصى الصغار، فعبر عن

الواحد الذي هو المَعْزاء بالحصى الذي هو الجمع؛ وأَرض مَعْزاء

بَيِّنَةُ المَعَزِ‏.‏ وأَمْعَزَ القومُ‏:‏ صاروا في الأَمْعَزِ‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏

عِظامُ الرملِ ضَوائنُه ولِطافُه مَواعِزُه‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ المَعْزاءُ

الصحراء فيها إِشراف وغلظ، وهو طين وحصى مختلطان، غير أَنها أَرض صلبة غليظة

المَوْطِئِ وإِشرافها قليل لئيم، تقود أَدنى من الدَّعْوَة، وهي مَعِزَةٌ

من النبات‏.‏

والمَعَزُ‏:‏ الصَّلابَةُ من الأَرض‏.‏ ورجل مَعِزٌ وماعِزٌ ومُسْتَمْعِزٌ‏:‏

جادٌّ في أَمره‏.‏ ورجل ماعِزٌ ومَعِزٌ‏:‏ معصوب شديد الخَلْقِ‏.‏ وما

أَمْعَزَه من رجل أَي ما أَشَدَّه وأَصلبه؛ وقال الليث‏:‏ الرجل الماعِزُ الشديد

عَصْبِ الخَلْقِ‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ تَمَعْزَزُوا واخْشَوْشِنُوا؛ هكذا جاء في رواية، أَي كونوا أَشِدَّاء صُبُراً، من المَعَزِ وهو الشِّدَّةُ، وإِن جعل من العِزِّ، كانت الميم زائدة مثلها في تَمَدْرَعَ

وتَمَسْكَنَ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ رجل ماعِزٌ إِذا كان حازماً مانعاً ما وراءه

شَهْماً، ورجل ضائِنٌ إِذا كان ضعيفاً أَحمق، وقيل ضائن كثير اللحم‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المَعْزِيُّ البخيل الذي يجمع ويمنع، وما أَمْعَزَ رأْيه إِذا كان

صُلْبَ الرأْي‏.‏

وماعِزٌ‏:‏ اسم رجل؛ قال‏:‏

وَيحَكَ يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ

هل لكَ في اللَّواقِحِ الحَرائِزِ‏؟‏

وأَبو ماعِزٍ‏:‏ كنية رجل‏.‏ وبنو ماعِزٍ‏:‏ بطن‏.‏

ملز‏:‏ مَلَزَ الشيءُ عَنِّي مَلْزاً وامَّلَزَ ومَلَّزَ‏:‏ ذهب‏.‏ وتَمَلَّزَ

من الأَمر تَمَلُّزاً وتَمَلَّسَ تَمَلُّساً‏:‏ خرج منه‏.‏ وامَّلَزَ من الأَمر وامَّلَسَ إِذا انفلت‏.‏ وقد مَلَّزْتُه ومَلَّسْتُه إِذا فعلت به ذلك

تَمْلِيزاً فَتَمَلَّز‏.‏ وما كدت أَتَمَلَّصُ من فلان ولا أَتَمَلَّزُ منه

أَي أَتَخَلَّص‏.‏

موز‏:‏ الليث‏:‏ إِذا أَراد الرجل أَن يضرب عُنُقَ آخر فيقول‏:‏ أَخْرِجْ

رأْسَك، فقد أَخطأَ، حتى يقول مازِ رأْسك، أَو يقول‏:‏ مازِ ويسكت، معناه مُدَّ

رأْسك؛ قال الأَزهري‏:‏ لا أَعرف مازِ رأْسك بهذا المعنى إِلاَّ أَن يكون

بمعنى مايِزْ فأَخر الياء فقال‏:‏ مازِ، وسقطت الياء في الأَمر‏.‏ المَوْزُ‏:‏

معروف، الواحدة مَوْزَةٌ‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ المَوْزة تَنْبُتُ نباتَ

البَرْدِيِّ ولها ورقة طويلة عريضة تكون ثلاثة أَذرع في ذراعين وترتفع قامة، ولا

تزال فراخها تنبت حولها كا واحد منها أَصغر من صاحبه، فإِذا أَجْرَتْ

قطعت الأُم من أَصلها وأَطْلَعَ فَرْخُها الذي كان لحق بها فيصير أُمًّا، وتبقى البواقي فِراخاً ولا تزال هكذا، ولذلك قال أَشْعَبُ لابنه فيما رواه

الأَصمعي‏:‏ لم لا تكون مثليففقال‏:‏ مَثَلي كَمَثَلِ المَوْزَةِ لا

تَصْلُحُ حتى تموت أُمها؛ وبائعه‏:‏ مَوَّازٌ‏.‏

ميز‏:‏ المَيْزُ‏:‏ التمييز بين الأَشياء‏.‏ تقول‏:‏ مِزْتُ بعضه من بعض فأَنا

أَمِيزُه مَيْزاً، وقد أَمازَ بعضَه من بعض، ومِزْتُ الشيءَ أَمِيزُه

مَيْزاً‏:‏ عزلته وفَرَزْتُه، وكذلك مَيَّزْتُه تمييزاً فانْمازَ‏.‏ ابن سيده‏:‏

مازَ الشيءَ مَيْزاً ومِيزَةً ومَيَّزَهُ‏:‏ فصل بعضه من بعض‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ حتى يَمِيزَ الخَبِيثَ من الطَّيِّبِ، قرئ‏:‏ يَمِيزَ من مازَ

يَمِيزُ، وقرئ‏:‏ يُمَيِّزْ من مَيَّزَ يُمَيِّزُ، وقد تَمَيَّزَ وامَّازَ

واسْتَمازَ كله بمعنى، إِلاَّ أَنهم إِذا قالوا مِزْتُه فلم يَنْمَزُ لم يتكلموا بهما جميعاً إِلا على هاتين الصيغتين، كما أَنهم إِذا قالوا زِلْتُه

فلم يَنْزَلْ لم يتكلموا به إِلا على هاتين الصيغتين لا يقولون مَيَّزْته

فلم يَتَمَيَّزْ ولا زَيَّلْتُه فلم يَتَزَيَّلْ؛ وهذا قول اللحياني‏.‏

وتَمَيَّزَ القومُ وامْتازوا‏:‏ صاروا في ناحية‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏

وامْتازوا اليومَ أَيُّها المُجْرِمُونَ؛ أَي تَمَيَّزوا، وقيل‏:‏ أَي

انْفَرِدُوا عن المؤمنين‏.‏ واسْتَمازَ عن الشيء‏:‏ تباعد منه، وهو من ذلك‏.‏ وفي حديث

إِبراهيم النخعي‏:‏ اسْتَمازَ رجلٌ عن رجل به بَلاءٌ فابْتُلِيَ به أَي

انفصل عنه وتباعد، وهو اسْتَفْعَلَ من المَيْزِ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ مازَ الرجلُ

إِذا انتقل من مكان إِلى مكان‏.‏ ويقال‏:‏ امْتاز القومُ إِذا تنحَّى

عِصابَةٌ منهم ناحيةً، وكذلك اسْتَمازَ، قال الأَخطل‏:‏

فإِن لا تُعَيِّرْها قريشٌ بِمَلْكِها، يكن عن قُرَيْشٍ مُسْتَمازٌ ومَرْحَلُ

ويقال‏:‏ امتازَ القومُ إِذا تميز بعضهم من بعض‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تَهْلِكُ

أُمتي حتى يكون بينهم التَّمايُلُ والتَّمايُزُ أَي يتحزبون أَحزاباً

ويتميز بعضهم من بعض ويقع التنازع‏.‏ يقال‏:‏ مِزْتُ الشيءَ من الشيءِ إِذا

فَرَّقْتَ بينهما فانْمازَ وامْتازَ، ومَيَّزْتُه فَتَمَيَّزَ؛ ومنه الحديث‏:‏

من مازَ أَذًى فالحسَنةُ بعشر أَمثالها أَي نَحَّاه وأَزاله؛ ومنه حديث

ابن عمر‏:‏ أَنه كان إِذا صلى يَنْمازُ عن مُصَلاَّه فيركع أَي يتحول عن

مُقامه الذي صلى فيه‏.‏

وتَمَيَّزَ من الغَيْظِ‏:‏ تَقَطَّع‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ تَكادُ

تَمَيَّزُ من الغَيْظِ‏.‏

نبز‏:‏ النَّبَزُ، بالتحريك‏:‏ اللَّقَبُ، والجمع الأَنْبازُ‏.‏ والنَّبْزُ، بالتسكين‏:‏ المصدرُ‏.‏ تقول‏:‏ نَبَزَهُ يَنْبِزُه

نَبْزاً أَي لَقَّبَه، والاسم النَّبَزُ كالنَّزَبِ‏.‏ وفلا يُنَبِّزُ

بالصِّبْيان أَي يُلَقِّبُهم، شدِّد للكثرة‏.‏

وتَنابَزُوا بالأَلقاب أَي لَقَّبَ بعضهم بعضاً‏.‏ والتَّنابُزُ‏:‏ التداعي

بالأَلقاب وهو يكثر فيما كان ذمّاً؛ ومنه الحديث‏:‏ أَن رجلاً

كان يُنْبَزُ قُرْقُوراً أَي يلقب بقرقور‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ ولا

تَنابَزُوا بالأَلْقابِ؛ قال ثعلب‏:‏ كانوا يقولون لليهودي والنصراني‏:‏ يا يهودي

ويا نصراني، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك؛ قال‏:‏ وليس هذا بشيء‏.‏ قال الزجاج‏:‏

معناه لا يقول المسلم لمن كان نصرانيّاً أَو يَهوديّاً فأَسلم لقباً

يُعيِّرُه فيه بأَنه كان نصرانيّاً أَو يهوديّاً، ثم وكده فقال‏:‏ بِئْسَ

الاسْمُ الفُسُوقُ بعد الإِيمان؛ أَي بئسَ الاسم أَن يقول له يا يهودي وقد

آمن، قال‏:‏ وقد يحتمل أَن يكون في كل لقب يكرهه الإِنسان لأَنه إِنما يجب أن يخاطب المؤْمن أَخاه بأَحب الأَسماءِ إِليه‏.‏ قال الخليل‏:‏ الأَسماءُ على

وجهين، أَسماءُ نَبَزٍ مثل زيد وعمرو، وأَسماءُ عامٍّ مثل فرس ورجل

ونحوه‏.‏ والنَّبْزُ‏:‏ كاللَّمْزِ‏.‏ والنِّبْزُ‏:‏ قشور الجِدام وهو السَّعَفُ‏.‏

نجز‏:‏ نَجِزَ ونَجَزَ الكلامُ‏:‏ انقطع‏.‏ ونَجَزَ الوعْدُ يَنْجُزُ نجْزاً‏:‏

حَضَر، وقد يقال‏:‏ نَجِزَ‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ كأَنَّ نَجِزَ فَنِيَ وانقضى، وكأَنَّ نَجَزَ قَضَى حاجَتَه؛ وقد أَنْجَزَ الرعدَ ووَعْدٌ ناجِزٌ

ونَجِيزٌ وأَنْجَزتُه أَنا ونَجَزْتُ به‏.‏ وإِنْجازُكَهُ‏:‏ وفاؤُك به‏.‏ ونَجَزَ

هو أَي وَفَى به، وهو مثل قولك حضرت المائدة‏.‏ ونَجَزَ الحاجةَ

وأَنْجَزَها‏:‏ قضاها‏.‏ وأَنت على نَجْزِ حاجتك ونُجْزِها، بفتح النون وضمها، أَي على

شَرَفٍ من قضائها‏.‏ واسْتَنْجَزَ العِدَةَ والحاجةَ وتَنَجَّزَه إِياها‏:‏

سأَله إِنْجازَها واستنجحها‏.‏ قال سيبويه‏:‏ وقالوا أَبِيعُكَهُ الساعةَ

ناجِزاً بناجِزٍ أَي مُعَجَّلاً، انتصبت الصفة هنا كما انتصب الاسم في قولهم‏:‏

بِعْتُ الشاءَ شاةً بدرهم‏.‏ والنَّاجِزُ‏:‏ الحاضر‏.‏ ومن أَمثالهم‏:‏ ناجِزاً

بناجِزٍ كقولك‏:‏ يَداً بيدٍ وعاجِلاً بعاجِلٍ؛ وأَنشد‏:‏

رَكْض الشَّمُوسِ ناجِزاً بناجِزِ

وقال الشاعر‏:‏

وإِذا تُباشِرُكَ الهُمُو

مُ فإِنه كالٍ وناجِزْ

وقال ابن الأَعرابي في قولهم‏:‏

جَزا الشَّمُوسِ ناجِزاً بناجِزِ

أَي جَزَيْتَ جزاءَ سَوْءٍ فَجَزَيْتُ لك مثله؛ وقال مرة‏:‏ إِنما ذلك

إِذا فعل شيئاً ففعلت مثله لا يقدر أَن يَفُوتك ولا يَجُوزك في كلام أَو

فعل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تَبِيعُوا حاضراً بناجِزٍ‏.‏ وفي حديث الصَّرْف‏:‏

إِلاَّ ناجِزاً بناجِزٍ أَي حاضراً بحاضر‏.‏ ولأُنْجِزَتَّكَ نَجِيزَنَكَ أَي

لأَجْزِيَنَّك جزاءَك‏.‏

والمُناجَزَةُ في القتال‏:‏ المُبارزةُ والمقاتلة، وهو أَن يَتَبَارَزَ

الفارسان فيتمارسا حتى يَقْتُلَ كلُّ واحد منهما صاحبه أَو يُقْتَلَ

أَحدهما؛ قال عبيد‏:‏

كالهُنْدُوانِيِّ المُهَنْـ *** ـنَدِ، هَزَّهُ القِرْنُ المُناجِزْ

وقال الشاعر‏:‏

ووَقَفْت، إِذْ جَبُنَ المُشَيْـ *** ـيَعُ مَوْقِفَ القِرْنِ المُناجِزْ

قال‏:‏ وهذا عَرُوضٌ مُرَفَّلٌ من ضرب الكامل على أَربعة أَجزاء متفاعلن

في آخره حرفان زائدان، وهو مقيد لا يطلق‏.‏

وتَناجَزََ القوم‏:‏ تسافكوا دماءَهم كأَنهم أَسرعوا في ذلك‏.‏

وتَنَجَّزَ الشرابَ‏:‏ أَلَحَّ في شربه؛ هذه عن أَبي حنيفة‏.‏

والتَّنَجُّزُ‏:‏ طلبُ شيءٍ قد وُعِدْتَهُ‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، قالت لابن السائب‏:‏ ثلاثٌ تَدَعُهُنَّ أَو لأُناجِزَنَّك أَي لأُقاتلنك وأُخاصمنك‏.‏ أَبو

عبيد‏:‏ من أَمثالهم‏:‏ إِذا أَردتَ المُحاجَزَةَ فَقَبْلَ المُناجَزَة، يضرب

لمن يطلب الصلح بعد القتال‏.‏

ونَجَزَ ونَجِزَ الشيءُ‏:‏ فَنِيَ وذهب فهو ناجز؛ قال النابغة الذبياني‏:‏

وكنتَ رَبيعاً لليتامَى وعِصْمَةً، فَمُلْكُ أَبي قابوسَ أَضْحَى وقد نَجَزْ

أَبو قابوس‏:‏ كنية للنعمان بن المنذر، يقول‏:‏ كنت لليتامى في إِحسانك

إِليهم بمنزلة الربيع الذي به عيش الناس‏.‏ والعِصْمَةُ‏:‏ ما يَعْتَصِمُ به الإِنسانُ من الهلاك‏.‏ وروى أَبو عبيد هذا البيت نجز، بفتح الجيم، وقال‏:‏ معناه

فني وذهب، وذكره الجوهري بكسر الجيم، والأَكثر على قول أَبي عبيد، ومعنى

البيت أَي انقضَى وَقْتَ الضحى لأَنه مات في ذلك الوقت‏.‏

ونَجَزَتِ الحاجةُ إِذا قُضيت، وإِنْجازُكَها‏:‏ قضاؤُها‏.‏ ونَجَزَ حاجَتَه

يَنْجُزها، بالضم، نَجْزاً‏:‏ قضاها، ونَجَزَ الوعدُ‏.‏ ويقال‏:‏ أَنْجَزَ

حُرٌّ ما وَعَد‏.‏ ابن السكيت‏:‏ نَجِزَ فَنِيَ، ونَجَزَ قضى حاجته‏.‏ قال أَبو

المقدام السلمي‏:‏ أَنْجَزَ عليه وأَوْجَزَ عليه وأَجْهَدَ‏.‏

نحز‏:‏ النَّحْزُ‏:‏ كالنَّخْسِ، نَحَزَه يَنْحَزُه نَحْزاً‏.‏ والنَّحْزُ

أَيضاً‏:‏ الضَّرْبُ والدَّفْع، والفعل كالفعل‏.‏ وفي حديث داود، عليه السلام‏:‏

لما رفع رأْسه من السجود ما كان في وجهه نُجازَةٌ أَي قِطعةٌ من اللحم

كأَنه من النَّحْزِ وهو الدَّقُّ والنَّخْسُ‏.‏

والمِنْحازُ‏:‏ الهَاوَنُ؛ وقول ذي الرمة‏:‏

والعِيسُ من عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَباً، يُنْحَزْنَ من حانِبَيْها وهي تَنْسَلِبُ أَي تُضْرَبُ هذه الإِبل من حَوْل هذه الناقة لِلَّحاقِ بها، وهي تسبقهن وتَنْسَلِبُ أَمامهن، وأَراد

من عاسج وواسج فكره الخَبْنَ فوضع أَو موضع الواو‏.‏ وقال الأَزهري في تفسير

هذا البيت‏:‏ معنى قوله يُنْحزن من جانبيها أَي يُدْفَعْنَ بالأَعقاب في مَراكلها يعني الركاب‏.‏ ونَحَزْتُه برجلي أَي رَكَلْتُه‏.‏ والنَّحْزُ‏:‏

الدَّقُّ بالمِنْحازِ وهو الهَاوَنُ‏.‏ ونَحَزَ في صدره يَنْحَزُ نَحْزاً‏:‏ ضرب

فيه بجُمْعِهِ‏.‏ الجوهري‏:‏ نَحَزَه في صدره مثل نَهَزَه إِذا ضربه بالجُمْعِ‏.‏ والنَّحائِزُ‏:‏ الإِبل المضروبة، واحدتها نَحِيزََة‏.‏ والنَّحْزُ‏:‏ شِبه الدِّقِّ والسَّحْق، نَحَزَ يَنْحَزُ نَحْزاً‏.‏ والمِنْحازُ‏:‏ المِدَقُّ‏.‏

والراكبُ يَنْحَزُ بصدره واسطةَ الرَّحْل‏:‏ يضربها؛ قال ذو الرمة‏:‏

إِذا نَحَزَ الإِدْلاجُ ثُغْرَةَ نَحْزِه

به، أَنَّ مُسْتَرْخِي العِمامَةِ ناعِسُ

الأَزهري‏:‏ وقال الليث المِنْحازُ ما يُدَقُّ فيه؛ وأَنشد‏:‏

دَقَّكَ بالمِنْحاز حَبَّ الفُلْفُلِ

وهو مَثَلٌ؛ قال الراجز‏:‏

نَحْزاً بمِنْحازٍ وهَرْساً هَرْسا

ونَحَزَ النَّسِيجَةَ‏:‏ جَذَبَ الصِّيصَةَ ليُحْكِمَ اللُّحْمَةَ‏.‏

والنَّحْزُ‏:‏ من عيوب الخيل، وهو أَن تكون الواهِنَةُ ليست بملتئمة فيعظم ما

والاها من جِلْدَةِ السُّرَّةِ لوصول ما في البطن إِلى الجلد، فذلك في موضع

السُّرَّة يُدعَى النَّحْزَ، وفي غير ذلك الموضع من البطن يدعى

الفَتْقَ‏.‏ النُّحازُ‏:‏ داءٌ يأْخذ الدواب والإِبل في رئاتها فَتَسْعُلُ سُعالاً

شديداً، وقد نَحُزَ ونَحِزَ يَنْحُزُ ويَنْحَزُ نَحَزاً، وبعير ناحِزٌ

ومُنَحِّزٌ ونَحِزٌ؛ الأَخيرة عن سيبويه، وبه نُحازٌ؛ قال الحرثُ بن مُصَرِّفٍ وهو أَبو مُزاحِمٍ العُقَيْلِيُّ‏:‏

أَكْوِيهِ إِمَّا أَرادَ الكَيَّ مُعْتَرِضاً، كَيَّ المُطَنِّي من النَّحْزِ الطَنِي الطَّحِلا

المُطَنِّي‏:‏ الذي يعالج الطَّنَى، وهو لزوق الطِّحالِ بالجنب‏.‏

والطَّنِيُّ‏:‏ الذي أَصابه الطَّنَى‏.‏ ومعترضاً‏:‏ متقدراً على ذلك، وهذا مثلٌ أَراد

أَنه من تعرّض لي هجوته فيكون مثل الطَّنِيِّ من الإِبل الذي يكوى ليزول

طَناهُ‏.‏ والطَّحِلُ‏:‏ الذي يشتكي طِحالَهُ؛ وناقةٌ ناحِزٌ ومُنَحِّزَةٌ

ونَحِزَةٌ ومَنْحوزة، قال‏:‏

له ناقَةٌ مَنْحوزةٌ عند جَنْبِهِ، وأُخْرَى له مَعْدودَةٌ ما يُثِيرُها

وقيل‏:‏ النُّحازُ سُعال الإِبل إِذا اشتدَّ‏.‏ الجوهري‏:‏ الأَنْحزانِ

النُّحازُ والقَرْحُ وهما داءان يصيبان الإِبل‏.‏ وأَنْحَزَ القومُ‏:‏ أَصاب

إِبلَهم النُّحازُ‏.‏ والنَّحْزُ أَيضاً‏:‏ السُّعال عامَّةً‏.‏ ونَحِزَ الرجلُ‏:‏

سَعَلَ‏.‏ ونَحْزَةً له إِدعاء عليه‏.‏ والناحز‏:‏ أَن يصيب المِرْفَقُ كِرْكِرَةَ

البعير فيقال‏:‏ به ناحِزٌ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ لم أَسمع للناحز في باب

الضَّاغِطِ لغير الليث، وأُراه أَراد الحَازَّ فغيَّره‏.‏

والنُّحازُ والنِّحازُ‏:‏ الأَصل‏.‏

والنَّحِيزَةُ‏:‏ الطبيعة‏.‏ والنَّحِيتَةُ والنَّحائِزُ‏:‏ النحائتُ‏.‏

الأَزهري‏:‏ نَحِيزَةُ الرجل طبيعته وتجمع على النَّحائِز‏.‏ والنَّحِيزَةُ‏:‏ طريقة

من الرمل سوداء ممتدة كأَنها خط، مستويةٌ مع الأَرض خَشِنَةٌ لا يكون

عَرْضُها ذراعين، وإِنما هي علامة في الأَرض، والجماعة النحائز، وإِنما هي

حجارة وطين والطين أَيضاً أَسود‏.‏ والنَّحِيزَةُ‏:‏ الطريق بعينه شبه بخطوط

الثوب؛ قال الشَّمَّاخُ‏:‏

فأَقْبَلَها تَعْلُو النِّجادَ عَشِيَّةً، على طُرُقٍ كأَنَّهُنَّ نَحائِزُ

قال الجوهري‏:‏ وأَما قول الشماخ‏:‏

على طرق كأَنهن نحائز

فيقال‏:‏ النَّحِيزة شيء يُنسج أَعرض من الحزام يُخاط على طَرَف شُقَّةِ

البيت، وقيل‏:‏ كلُّ طريقة نَحِيزَة؛ قال ابن بري يروي هذا البيت‏:‏

وعارَضَها في بَطْنِ ذَرْوَةُ مُصْعِداً، على طُرُقٍ كأَنهنّ نَحائِزُ

وأَقبلها ما بَطْنَ ذِرْوَةَ أَي أَقبلها بطن ذروة، وما‏:‏ لَغْوٌ، وذروة‏:‏

موضع‏.‏ والمُصْعِدُ‏:‏ الذي يأْتي الوادي من أَسفله ثم يُصَعِّدُ، يصف

حماراً وأُتُنَهُ؛ وبعده‏:‏

وأَصْبَحَ فوقَ الحِقْفِ، حِقْفِ تَبالَةٍ، له مَرْكَدٌ في مُسْتَوِي الأَرضِ بازِزُ

الحِقْفُ‏:‏ الرملة المُعْوَجَّةُ‏.‏ وتَبالة‏:‏ موضع‏.‏ والمركد‏:‏ الموضع الذي

يركد فيه‏.‏ والنَّحِيزَةُ‏:‏ المُسنَّاة في الأَرض، وقيل‏:‏ هي مثل المُسَنَّاة

في الأَرض، وقيل‏:‏ هي السَّهْلة‏.‏ والنَّحِيزَةُ‏:‏ قطعة من الأَرض

مُسْتَدِقَّة صُلْبة‏.‏ وقال أَبو خَيْرَةَ‏:‏ النَّحِيزَةُ الجبل المنقاد في الأَرض‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ أَصل النحيزة الطريقة المستدقة؛ وكل ما قالوا فيها فهو صحيح وليس باختلاف لأَنه يشاكل بعضه بعضاً‏.‏ ويقال‏:‏ النحيزة من الأَرض

كالطِّبَّةِ ممدودة في بطن من الأَرض نحواً من ميل أَو أَكثر تقود الفراسخَ

وأَقل من ذلك، قال‏:‏ وربما جاء في الأَشعار النحائز يُعْنى بها طِبَبٌ

كالخِرَقِ والأَديم إِذا قُطِّعت شُرُكاً طِوالاً‏.‏ والنَّحِيزَةُ‏:‏ طُرَّة تنسج

ثم تخاط على شَفَةِ الشُّقَّة من شُقَقِ الخباء وهي الخِرْقة أَيضاً‏.‏

والنَّحيزة من الشَّعَرِ‏:‏ هَنَةٌ عَرْضُها شِبْر وعُظْمُه ذِراعٌ طويلة

يُعَلِّقُونها على الهَوْدَجِ يُزَيِّنُونه بها وربما رَقَمُوها بالعِهْنِ، وقيل‏:‏ هي مثلُ الحزام بيضاءُ‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ النَّحِيزة النَّسِيجَة

شِبْهُ الحِزام تكون على الفَساطيط والبيوت تُنْسَجُ وحدها، فكأن النَّحائزَ من الطُّرُقِ مُشَبَّهة بها‏.‏

نخز‏:‏ نَخَزَه بحديدة أَو نحوها‏:‏ وَجَأَهُ‏.‏ ونَخَزَه بكلمة‏:‏ أَوجعه بها‏.‏

نرز‏:‏ النَّرْزُ‏:‏ فِعْلٌ مماتٌ وهو الاستخفاء من فَزَع، وبه سمي الرجل

نَرْزَةَ ونارِزَةَ، ولم يجئ في كلام العرب نون بعدها راء إِلا هذا، وليس

بصحيح‏.‏

والنَّيْرُوزُ والنَّوْرُوزُ‏:‏ أَصله بالفارسية

نيع روز، وتفسيره جديد يوم‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ نَرْزٌ موضع، قال‏:‏ وأَما النَّرِيزِيُّ

الحاسب فلا أَدري إِلى أَي شيء نسب‏.‏

نزز‏:‏ النَّزُّ والنِّزُّ، والكسر أَجود‏:‏ ما تَحَلَّب من الأَرض من الماء، فارسي معرّب‏.‏ وأَنَزَّت الأَرضُ‏:‏ نبع منها النَّزُّ‏.‏ وأَنَزَّت‏:‏ صارت

ذات نَزٍّ وصارت مناقع للنَّزِّ‏.‏ ونَزَّتِ الأَرضُ‏:‏ صارت ذات نَزٍّ‏.‏

ونَزَّتْ‏:‏ تَحَلَّبَ منها النَّزُّ‏.‏ وفي حديث الحرث ابن كِلْدَةَ قال لعمر، رضي الله عنه‏:‏ البلاد الوَبِئةُ ذاتُ الأَنْجالِ والبعوض والنَّزِّ؛ وفي بعض

الأَوصاف‏:‏ أَرض مناقع النَّزِّ حَبُّها لا يُجَزُّ، وقَصَبُها لا

يَهْتَزُّ‏.‏ وأَرض نازَّة ونَزَّة‏:‏ ذات نَزٍّ؛ كلتاهما عن اللحياني‏.‏ والنَّزُّ

والنِّزُّ‏:‏ السحخيُّ الذَّكيُّ الخفيف؛ وأَنشد‏:‏

وصاحِبٍ أَبْدَأَ حُلْواً مُزّا

في حاجةِ القومِ خُفافاً نِزَّا

وأَنشد بيت جرير يهجو البعيث‏:‏

لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وهي ضَيْفَةٌ، فجاءتْ بِنَزٍّ للضِّيافة أَرْشَما

قال‏:‏ أَراد بالنَّزِّ ههنا خفة الطيش لا خفة الروح والعقل‏.‏ قال‏:‏ وأَراد

بالنُّزالة

الماء الذي أَنزله المجامع لأُمه‏.‏ وناقة

نَزَّةٌ‏:‏ خفيفة؛ وقوله‏:‏

عَهْدِي بجنَّاح إِذا ما اهْتَزَّا، وأَذْرَتِ الريحُ تُراباً نَزَّا، أَنْ سَوْفَ يُمْطِيه وما ارْمأَزّا

أَي يمضي عليه‏.‏ ونَزّاً أَي خفيفاً‏.‏ وظَلِيم نَزٌّ‏:‏ سريع لا يستقر في مكان؛ قال‏:‏

أَو بَشَكَى وَخْدَ الظَّلِيم النَّزِّ

وَخْد‏:‏ بدل من بَشَكَى أَو منصوب على المصدر‏.‏ والمِنَزُّ‏:‏ الكثير

الحركة‏.‏ والمِنَزُّ‏:‏ المَهْدُ مَهْدُ الصبي‏.‏ ونَزَّ الظبيُ يَنِزُّ نَزِيزاً‏:‏

عدا وصَوَّتَ؛ قال ذو الرمة‏:‏

فلاةٌ يَنِزُّ الظَّبْيُ في جِحَراتِها، نَزِيزَ خِطامِ القوْسِ يُحْذَى بها النَّبْلُ

ونَزَّزَه عن كذا أَي نَزَّهه‏.‏ وقتلته النَّزَّة أَي الشهوة‏.‏ وفي نوادر

الأَعراب‏:‏ فلان نَزِيزٌ أَي شهوان، ويقال‏:‏ نِزُّ شَرٍّ ونِزازُ شَرٍّ

ونَزِيزُ شَرٍّ‏.‏

نشز‏:‏ النِّشْزُ والنَّشَزُ‏:‏ المَتْنُ المرتفعُ من الأَرض، وهو أَيضاً ما

ارتفع عن الوادي إِلى الأَرض، وليس بالغليظ، والجمع أَنْشازٌ ونُشُوزٌ، وقال بعضهم‏:‏ جمع النَّشْزِ نُشُوز، وجمع النَّشَز أَنْشازٌ ونِشازٌ مثل

جَبَلٍ وأَجْبال وجِبال‏.‏ والنَّشازُ، بالفتح‏:‏ كالنَّشَزِ‏.‏

ونَشَزَ يَنْشُزُ نُشُوزاً‏:‏ أَشرف على نَشَزٍ من الأَرض، وهو ما ارتفع

وظهر‏.‏ يقال‏:‏ اقْعُدْ على ذلك النَّشازِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان إِذا أَوْفى

على نَشَزٍ كَبَّر أَي ارتفع على رابية في سَفَر، قال‏:‏ وقد تسكن الشين؛ ومنه الحديث‏:‏ في خاتم النبوة بَضْعَة ناشِزَة أَي قِطْعَة لحم مرتفعةٌ

على الجسم؛ ومنه الحديث‏:‏ أَتاه رجل ناشِزُ الجَبْهة أَي مرتفعها‏.‏ ونَشَزَ

الشيءُ يَنْشِزُ نُشُوزاً‏:‏ ارتفع‏.‏ وتَلٌّ ناشِزٌ‏:‏ مرتفع، وجمعه نَواشِزُ‏.‏

وقَلْبٌ ناشِزٌ إِذا ارتفع عن مكانه من الرُّعْب‏.‏ وأَنْشَزْتُ الشيء إِذا

رفعته عن مكانه‏.‏ ونَشَزَ في مجلسه يَنْشِزُ ويَنْشُزُ، بالكسر والضم‏:‏

ارتفع قليلاً‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وإِذا قيل انْشُزوا فانْشُزوا؛ قال

الفراء‏:‏ قرأَها الناس بكسر الشين وأَهل الحجاز يرفعونها، قال‏:‏ وهما لغتان‏.‏

قال أَبو إِسحق‏:‏ معناه إِذا قيل انْهَضُوا فانْهَضُوا وقُومُوا كما قال‏:‏

ولا مُسْتَأْنِسِينَ لحديثٍ؛ وقيل في قوله تعالى‏:‏ إِذا قيل انْشُزُوا؛ أَي

قوموا إِلى الصلاة أَو قضاء حق أَو شهادة فانْشُزُوا‏.‏ ونَشَزَ الرجلُ

يَنْشِزُ إِذا كان قاعداً فقام‏.‏ ورَكَبٌ ناشِزٌ‏:‏ ناتئٌ مرتفع‏.‏ وعِرْقٌ

ناشِزٌ‏:‏ مرتفع مُنْتَبِرٌ ناشز لا يزال يَضْرِبُ من داء أَو غيره؛ وقوله

أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

فما لَيْلى بناشِزَةِ القُصَيْرى

ولا وَقْصاءَ لِبْسَتُها اعتِجارُ

فسره فقال‏:‏ ناشزة القُصَيْرى أَي ليست بضخمة الجنبين مُشْرِفَةِ

القُصَيْرى بما عليها من اللحم‏.‏ وأَنْشَزَ الشيءَ‏:‏ رفعه عن مكانه‏.‏ وإِنْشازُ

عظام الميت‏:‏ رَفْعُها إِلى مواضعها وتركيبُ بعضها على بعض‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ وانْظُرْ إِلى العظام كيف نُنْشِزُها ثم نَكْسُوها لحماً؛ أَي نرفع

بعضها على بعض؛ قال الفراء‏:‏ قرأَ زيد بن ثابت نُنْشِزُها، بالزاي، قال‏:‏

والإِنشازُ نقْلها إِلى مواضعها، قال‏:‏ وبالراء قرأَها الكوفيون، قال ثعلب‏:‏

والمختار الزاي لأَن الإَنْشازَ تركيبُ العظام بعضها على بعض‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا رَضاعَ إِلا ما أَنْشَزَ العظمَ أَي رفعه وأَعلاه وأَكبر حَجْمَه

وهو من النَّشَزِ المرتفع من الأَرض‏.‏

قال أَبو إِسحق‏:‏ النُّشُوزُ يكون بين الزوجين وهو كراهة كل واحد منهما

صاحبه، واشتقاقُه من النَّشَزِ وهو ما ارتفع من الأَرض‏.‏ ونَشَزَت المرأَةُ

بزوجها وعلى زوجها تَنْشِزُ وتَنْشُز نُشُوزاً، وهي ناشِزٌ‏:‏ ارتفعت عليه

واستعصت عليه وأَبغضته وخرجت عن طاعته وفَرَكَتْه؛ قال‏:‏

سَرَتْ تحتَ أَقْطاعٍ من اللَّيْلِ حَنَّتي

لِخَمَّانِ بيتٍ، فَهْيَ لا شَكَّ ناشِزُ

قال الله تعالى‏:‏ واللاَّتي تخافُون نُشُوزَهُنَّ؛ نُشُوزُ المرأَة

استعصاؤها على زوجها، ونَشَزَ هو عليها نُشُوزاً كذلك، وضربها وجفاها وأَضَرّ

بها‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وإِن امرأَةٌ خافتْ من بَعلِها نُشُوزاً أَو

إِعراضاً؛ وقد تكرر ذكر النُّشُوز بين الزوجين في الحديث، والنُّشُوز كراهية

كل منهما صاحبه وسُوءُ عشرته له‏.‏ ورجل نَشَزٌ‏:‏ غليظ عَبْلٌ؛ قال

الأَعشى‏:‏وتَرْكَبُ مِنِّي، إِنْ بَلوْتَ نَكِيثَتي، على نَشَزٍ قد شابَ ليس بِتَوْأَمِ

أَي غِلَظٍ ذَهَب إِلى تكبيره وتعظيمه فلذلك جعله أَشْيَبَ‏.‏ نَشَزَ

بالقوم في الخصومة نُشُوزاً‏:‏ نَهَضَ بهم للخصومة‏.‏ ونَشَزَ بقِرْنِه يَنْشِزُ

به نُشُوزاً‏:‏ احتمله فصرعه‏.‏ قال شمر‏:‏ وهذا كأَنه مقلوب‏.‏ مثل جَذَبَ وجَبَذَ‏.‏ ويقال للرجل إِذا أَسنّ ولم يَنْقُصْ‏:‏ إِنه

لنَشَزٌ من الرجال، وصَتَمٌ إِذا انتهى سِنُّه وقُوَّتُه وشَبابه‏.‏ قال أَبو

عبيد‏:‏ النَّشَزُ والنَّشْزُ الغليظ الشديد‏.‏

ودابة نَشِيزَةٌ إِذا لم يَكَدْ يَسْتَقِرُّ الراكبُ والسَّرْجُ على

ظهرها‏.‏ ويقال للدابة إِذا لم يكد يستقرّ السرج والراكب على ظهرها‏:‏ إِنها

لَنَشْزَةٌ‏.‏

نغز‏:‏ نَغَزَ بينهم‏:‏ أَغْرى وحَمَل بعضَهم على بعض كَنَزَعَ‏.‏